هذه رواية تحكى ان وقفت عند كوة الحياة لا أدري لماذا أقف ومن ذا أوقفني هناك. وإذ بالناس في السبيل يمرون، فأخذت أتفحص الوجوه منهم والحركات لعلِّي أعثر على ما يجعلني مختلفة عنهم وهم مختلفين عني، ولعلِّي أدرك ما هذا الذي يطلب مني رغم حداثتي وحيرتي وجهلي وقلة اختباري. فصرت أعجب بالناس وأغبطهم على ما لديهم وليس لي أن أفوز بمثله، وأتعزى بمظاهر الكآبة عندهم لتكون تلك المظاهر صلة، ولو واهية، بيني وبينهم. علي أني لم أزدد إلا شعورًا بحيرتي وعجزي، لم أزدد إلا شعورًا بأني خيال لا ضرورة له إزاء تلك الأقوام الفرحة الضاحكة مع أن هذا الخيال يطلب منه شيء كثير لا يدري ما هو. فظننت لحظة أني وصلت إلى قرارة اليأس وأني شربت كأس المرارة حتى الثمالة. ثم أوحي إلي بأن هناك وجودًا غير ملموس يدعى السعادة، وشعرت باحتياج محرق إلى التعرف إليها والتمتع بها. ففهمت أنه ليس أقسى على النفوس في انفرادها وسكوتها وعجزها من تلقيذلك الوحي العنيف والشعور بذلك الاجتياح العميق
- New eBook additions
- Available now
- Most popular
- Try something different
- Resources for Library Staff
- Just Added
- Library Science
- See all ebooks collections
- Always Available Audiobooks
- 2024 AudioFile Earphones Awards
- Available now
- New audiobook additions
- Most popular audiobooks
- Try something different
- Just Added
- See all audiobooks collections